ما هي متلازمة حرقة الفم؟

متلازمة حرقة الفم (BMS) هي شعور أو إحساس بالسخونة يمكنه أن يؤثر على لسانك أو شفتيك أو سقف فمك أو على جميع أرجاء فمك، وتُسمى أحياناً بـ "أَلَمُ اللِّسان".

تعاني هذا الشعور عند حدوث أيّة تغيرات في طريقة قيام الأعصاب الموجودة في فمك بإرسال الإشارات إلى دماغك،مثلاً فيما يخص الطعم والحرارة، وعندما لا يفهم دماغك تلك الإشارات بشكل سليم، يمكن لهذا أن يتسبب في الشعور بالألم أو الحرقة.

وبالرغم من إحساسك بحرقة في بعض أجزاء فمك، فإنك لن تشعر بسخونتها عند لمسها، وقد لا تتمكن من رؤية أيّة تقرحات أو احمرار في المناطق التي تؤلمك.

تُسمى تلك المتلازمة أحياناً باسم "ألم الاعْتِلاَلِ العَصَبِيّ"، حيث أنها تحدث عند وجود اعتلال في الأعصاب.

ما الذي يتسبب في متلازمة حرقة الفم؟

من الصعب تحديد هذا الأمر، فلا أحد يعرف على وجه التحديد مسببات متلازمة حرقة الفم، ومع ذلك تتضمن بعض الأسباب المحتملة ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية
  • الضغط العصبي أو التوتر أو الاكتئاب
  • مشكلات في جهازك المناعيّ
  • اعتلال في الأعصاب التي تتحكم في الطعم أو في الألم
  • رد فعل تحسسي لبعض أنواع معجون الأسنان أو غسول الفم
  • طقم أسنان اصطناعية لا يناسب قياسه قياس فمك أو حساسيتك تجاه بعض المواد المستخدمة فيه

هل يوجد مضاعفات طويلة المدى لحرقة الفم؟

كما هو الحال مع أيّة حالة مرَضية طويلة الأجل، فإنه يمكن للتعامل مع الألم اليومي المستمر أن يصيبك بالإحباط، وغالباً ما يؤدي هذا للاكتئاب، وإذا لم يتم العثور على مسبب متلازمة حرقة الفم، فقد يصف لك طبيبك جرعة منخفضة من مضاد الاكتئاب، أو قد يحيلك للحصول على علاج سلوكي معرفي، لمساعدتك في التعامل مع الأمر.

من الذي تؤثر عليه؟

يمكن لأياّ كان أن يصاب بمتلازمة حرقة الفم، لكنها شائعة بين النساء اللواتي في منتصف العمر أو الأكبر سناً أثناء فترة انقطاع الطمث (وتُسمى تلك الفترة غالباً بـ"التغيير" أو "التغيير الحياتيّ").

أيّ نوع من المشكلات يمكنه أن يصيبني؟

قد تعاني من إحساس حاد بالحرقة على لسانك أو سقف فمك أو شفتيك أو لثتك أو داخل خدّك.

بالنسبة لبعض الأشخاص يبدأ هذا الإحساس في الصباح ويتزايد حتى يصل إلى ذروته في المساء، وغالباً ما يتحسن بحلول الليل، وبعض الأشخاص يشعرون بالحرقة طوال الوقت، وبالنسبة لأشخاص آخرين فإن الألم يأتي ويذهب، وقد يتضمن الأمر أعراضاً أخرى مثل شعورك بالتنميل أو الوخز في فمك أو لسانك، أو الشعور بطعم مرارة أو طعم معدني، أو جفاف أو تقرح الفم.

غالباً ما يصف الناس متلازمة حرقة الفم بالشعور وكأنك قد أحرقت فمك بطعام أو شراب ساخن.

كيف يتم تشخيصها؟

سيقوم طبيب أسنانك بفحص فمك بشكل دقيق لمحاولة اكتشاف مسبب المشكلة، كذلك سيقوم بفحص تاريخك المرَضي وقد يحيلك لطبيبك "للتحري" في الأمر، وقد ينطوي الأمر على اختبارات دم أو مسحات للتعرف على ما إذا كانت هناك أيّة عدوى أو نقص غذائي أو حالات مرضية أخرى.

قد تحتاج للقيام باختبار حساسية من خلال أخصائي في الأمراض الجلدية، ويمكن لطبيبك إحالتك إذا لزم الأمر.

كما قد تحتاج للقيام باختبارات دم لتعرف، على سبيل المثال، ما إذا كنت تعاني من مشكلات في الغدة الدرقية أو تعاني من مرض السكري.

ما هي المعالجات المتاحة؟

يمكن للمعالجات المتاحة لمتلازمة حرقة الفم أن تختلف وفقاً للمسببات.

فإذا كان المسبب هو سوء التغذية، حينها يمكن لأخصائيي العناية بأسنانك توصيتك بالمكملات الغذائية، وإذا دعت الحاجة، يمكنهم أيضاً تعديل أو استبدال أطقم الأسنان المسببة لهياج الأعصاب أو وصف عقاقير دوائية للعدوى الفطرية التي قد تكون موجودة فمك.

وقد ينصح بعض الأطباء بالعلاج النفسي وبجرعات منخفضة من مضادات الاكتئاب، وهذا لأن متلازمة حرقة الفم قد "ترهق" بعض الأشخاص وقد تتسبب لهم في الاكتئاب، حيث يخوضون معركة يومية مع الألم، ويمكن كذلك للأطباء تغيير أدويتك إذا كان المسبب لمتلازمة حرقة الفم هو "جفاف الفم" (أثر جانبي لبعض الأدوية).

ويمكن لطرق أخرى للاستشفاء أن تتضمن الاسترخاء واليوجا والتأمل والعلاج بالتنويم المغناطيسي، حيث وُجِدَ أنها تساعد بعض الأشخاص في التعامل مع التوتر.

كيف يمكنني التخفيف من الأعراض بنفسي؟

يمكنك المساعدة في تخفيف الأعراض بنفسك في المنزل من خلال:

  • الإكثار من تناول الماء
  • امتصاص الثلج المجروش
  • مضغ العلكة خالية السكر، حيث يساعد هذا على إنتاج المزيد من اللعاب، والذي يساعد بدوره في منع جفاف الفم
  • تجنب الأشياء التي تتسبب في هياج فمك، مثل الأطعمة الساخنة والحريفة، وغسول الفم الذي يحتوي على الكحول، أو الفاكهة والعصائر الحمضية
  • تجنب منتجات التبغ والمنتجات الكحولية

ما الذي ينبغي عليّ أن أفعل إذا اعتقدت أنني أعاني من حرقة الفم؟

أولاً، عليك زيارة أخصائيي العناية بأسنانك للحصول على فحص، عندها سيتمكنون من اكتشاف ما إذا كان المسبب له علاقة بالأسنان، مثل أطقم الأسنان الاصطناعية أو "جفاف الفم"، وإذا كان الأمر كذلك، يمكنهم فحص قياس طقم الأسنان الاصطناعية (إذا كنت تضعه) ويمكنهم كذلك التأكد مما إذا كنت تعاني من حساسية تجاه المواد المصنوع منها الطقم، يمكنهم كذلك التوصية بمنتجات لتخفيف جفاف الفم أو للتخلص من أي عدوى بكتيرية.

إذا لم يتمكن أخصائيو العناية بأسنانك من اكتشاف مُسبب له علاقة بالأسنان، فقد يقترحون زيارتك لطبيبك أو قد يحيلوك لأخصائيّ آخر، يمكنك حينها القيام باختبارات دم لمحاولة اكتشاف مُسبب متلازمة حرقة الفم لديك.

لكم من الوقت سأستمر في المعاناة من متلازمة حرقة الفم؟

لا أحد يعلم بالضبط مسببات متلازمة حرقة الفم، ويصعب التخطيط لمسار معالجة محدد، لذلك فإن متلازمة حرقة الفم حالة طويلة الأجل قد تؤثر عليك لشهور أو لسنوات أو حتى لبقية حياتك.

إذا وجدت طرقاً للتعامل مع الألم وللحد منه، وتحصل على معالجات أو طرق للاستشفاء نصحك بها طبيبك، فلا سبب لديك كي تتوقف عما كنت تفعله قبلاً.

من المهم أن تحافظ على سجل بشأن كيفية تأثر أعراضك بالأنواع المختلفة من المعالجة، حينها سيكون لدى أخصائيي العناية بأسنانك أو طبيبك فكرة أفضل بشأن أيّ المعالجات أفضل لك، ففي النهاية، الجميع مختلفون.

هل توجد أيّة حالات مرضيّة قد تتسبب فيها؟

توجد بعض الحالات المرضيّة التي قد تتسبب في متلازمة حرقة الفم، وهي:

  • جفاف الفم
  • ارتداد الأحماض (عند صعود أحماض من معدتك إلى فمك)
  • القُلَاع (عدوى فطرية في فمك، وتُسمى أيضاً بـ "المُبْيَضَّة")
  • نقص غذائي (مثلاً، عندما لا ينتج جسمك أو يخزن ما يكفي من الحديد أو فيتامين ب12 أو حمض الفوليك)
  • مرض السكري
  • مشكلات في الغدة الدَّرَقِيَّةِ

وفي بعض الحالات، قد يتسبب في متلازمة حرقة الفم أكثر من مسبب واحد.